نحو إعادة الاعتبار للصناعات التحويلية العربية

0

أهمية وموقع الصناعة التحويلية في الثورة الصناعية الجديدة:

يحتل قطاع الصناعات التحويلية أهمية حيوية لجميع دول العالم، لأنه يمثل قوة الدفع الأساسية للنمو الاقتصادي بسبب كونه في موقع القلب من التطوارت العلمية والابتكارية الحديثة، ونظارا لإنتاجيته العالية نسبيا، والمجالات الواسعة المتاحة له بالتكار والتطوير في إطاره.
ويساهم تازيد النمو في القيمة الصناعية المضافة بدفع معدلات النمو صعودا بشكل مستدام، كما يتيح استمارر هذا النمو في توظيف شارئح كبيرة من القوى العاملة في نشاطات الصناعات التحويلية، مما يسمح بتحقيق زيادات كبيرة في الدخل.
وتلعب الصناعات التحويلية دورا أساسيا في إدخال التكنولوجيات الجديدة إلى باقي القطاعات الاقتصادية، مثل الز ارعة، والنقل، والخدمات، الأمر الذي يحقق زيادات في معدلات النمو الاقتصادي.

الصناعات التحويلية في العالم العربي:   

  أما في العالم العربي، فتحتاج الصناعات التحويلية في الدول العربية لى إعادة نظر في السياسات القائمة التي تعيق الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، خصوصا وأن هذا القطاع يخلق من 5 إلى 6 أضعاف  فرص العمل التي توفرها الصناعات الاستخارجية، إلى جانب تأثيارته المتنوعة في دفع النمو الاقتصادي وتحفيز التشابك بين القطاعات.     
ولا تقتصر أهمية هذا القطاع على إنتاج السلع الأساسية للاستهلاك المحلي وللتصدير فحسب، بل لما يولده من تكنولوجيات جديدة لغيره من القطاعات الاقتصادية، خصوصا وأنه يحتل موقع القلب في الثورة الصناعية الجديدة، مثلما جرى في الثورات الصناعية السابقة.   

المفاهيم الحديثة للتنمية والتصنيع:

كانت النظرة التقليدية إلى التنمية تعتبرها مسألة تراكم رأسمالي بنيوي وبشري.
وقد كان  يفترض أن الدول النامية لديها تنوع مميز، من حيث أنه حيثما تكون الرساميل نادرة، فإن  العائدات على الاستثمارات الجديدة تكتون عالية، بما يساعد وينمي القتدرة على التوفير وعلى جذب تدفقات جديدة من الرساميل من الخارج، ويساهم بالتالي في تقليص الفجوة مع الدول الصناعية.  

المناخ المساعد على الابتكار وتطور الصناعة:   

ولكن الوضع تغير لأن التكنولوجيا أقل قابلية للمقاربة من الرأس مال. فالاختراعات تحتاج إلى اقتصاديات الحجم، بمعنى أن مناطق التكنولوجيات المتقدمة هي أفضل المناطق المؤهلة لإنتاج مزيد من الابتكارات والأفكار الجديدة تكون في الغالب نتاج إعادة تركيب أفكار موجودة أصلّآ.
ولذلك، فإن البيئة الغنية بالأفكار تنتج تفاعلات متسلسلة من الاختارعات. ولكن كما هو الحال في التفاعلات النووية، هناك حاجة أولية إلى وجود الكتلتة الحرجة من الأفكار والتكنولوجيات. 

الفوائد الاقتصادية للصناعات التحويلية:

لا يخفى أن الفوائد من تصدير الصناعات التحويلية أكثر بكثير من السلع الأولية، نظرا لاحتوائها على قيمة مضافة أعلى ترفع من قيمتها وأسعارها.
ويعود النجاح الذي حققته عدة دول صاعدة إلى تركيزها على تصنيع الصناعات التحويلية الموجهة للتصدير، نظرا للمازيا والفوائد في مجالات تعزيز مصادر النقد الأجنبي، وتنمية القدرة على المنافسة في الأسواق الخارجية، من حيث التكنولوجيا والمواصفات، وانعكاساتها على هياكل الصناعات التصديرية بشكل مباشر، وعلى هياكل الصناعة برمتها بشكل غير مباشر، وبالتالي على الأداء الاقتصادي للدول بشكل عام.

حجم الصناعات التحويلية من إجمالي التجارة العالمية:

وتمثل الصناعات التحويلية نسبة كبيرة من إجمالي ك التجارة العالمية، حيث قدرت حصتها منها عام 2013 بنحو 83%، وبلغت 13.9 تريليون دولار.
وقد استطاعت هذه القطاعات أن تستعيد انتعاشها بشكل كلي بعد هبوط حاد خلال الفترة 2007 – 2009،   بسبب التوسع السريع للدول النامية والصاعدة.

تقدم لافت للدول النامية والصاعدة في أسواق التصدير:

بالفعل، فقد نما الوزن النسبي للدول النامية  والصاعدة في لأسواق العالمية لمنتجات الصناعات التحويلية بشكل هائل، ولا سيما بسبب الصعود الفلكي للصين كمصدر عالمي  رئيسي.
وعلى الرغم من ارتفاع صادارت المنتجات الصناعية الأولية، لكنها تشكل 16% فقط من التجارة  العالمية.
ويؤشر النمو السريع في حصص الدول النامية والصاعدة من صادارت الصناعات التحويلية إلى مدى ديناميكية هذه الدول، حيث  ارتفعت النسبة  من  11.5%  عام  1990  إلى  20.9%  عام  2000،  ومن  ثم  إلى  35.6%  عام  2013.  وأبرز  الدول  في  الصدارة هي:
  1. الصين
  2. والمكسيك... 
نحو إعادة الاعتبار للصناعات التحويلية العربية

سجل بريدك في القائمة ليصلك الجديد
هل تستطع القيام بجولة في موقعنا