كتاب الفلاكة والمفلوكون لأحمد بن علي الدلجي

0

تقديم عن كتاب الفلاكة والمفلوكون للدلجي:

لم يفت الإمام أحمد بن علي الدلجي في كتابه «الفلاكة والمفلوكون» الذي وضعه في القرن التاسع الهجري، أن ينظر إلى الفقراء بوصفهم طبقة يراد لها أن تؤمن بأن أقدار الله هي التي حكمت عليهم بالفقر، وأن يغضّوا الطرف عمّن يحتكر الثروة ليمعن في إفقارهم.

من هو المفلوك:

والفلاكة هنا أكثر دلالة من الفقر، والمفلوك هو «الرجل غير المحظوظ المهمل في الناس لإملاقه وفقره».

مقارنة الدلجي بين الغنى والتمدن:

ويقرن الدلجي بين الغنى والتمدن، ويشدد على أن الاجتماع بين المفلوكين ومن هم أكثر فلاكة لا فائدة منه؛ لأن حكمة التمدّن مفقودة فيهما، وغاية الاجتماع بهما تضاعف الفلاكة وتكاثفها، خلافاً لاجتماع الأغنياء وتمدنهم.

من صفات المفلوكين (الفقراء):

ويتولع المفلوكون بالسفر والبحث عن حظهم المفتقد في أوطانهم، وربما تلاقت هذه النظرة مع مقولة الإمام علي: «الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن»، كما يتعلق المفلوكون بالأسباب المستحيلة كالنجوم والكيمياء والحرف الهوائية الضعيفة ومنها شهادة الزور. ويكشف الدلجي الأغنياء الذين يقاومون كساد الأسواق بالغش والاستعانة بوكلاء السوء والتحالف مع الملك

ويقول بعضهم في وصف كتاب الفلاكة والمفلوكون:

يعرض كتاب (الفلاكة والمفلوكون) أو (تسلية الأدباء وأسوة الفقراء فيمن تقدمته الفلاكة من الكبراء)، لمؤلفه الدلجي المتوفَّى في القرن التاسع الهجري، أي في العهد المملوكي، أفكارا في غاية الأهمية عن الفقر وأسبابه وتداعياته على الأفراد والمجتمعات، كما يناقش ظاهرة التلازم بين العلم والفقر.
والفلاكة كلمة أعجمية في الأصل وتعني: سوء الحظ والفقر.
ويجد المؤلف الدلجي للفلاكة آفات كثيرة، منها: ضيق الصدر والنزق وسوء العشرة والعزلة، وقد يلزمها القهر المؤدي إلى الكذب والخبث والخديعة، وإذا استولت الفلاكة على عالم أو فاضل لزمته بسببها آلام عقلية، وهو بذلك يحلل ظاهرة غرابة الأطوار المعروفة عن العلماء والفنانين والفلاسفة والشعراء والأدباء، ويردها إلى الفقر وضيق ذات اليد وأنها ليست متعلقة حتما بالعلم والأدب كما هو شائع لدى الناس.

الفقر الأسود والفقر الأبيض:

 يقول الدكتور زيد بن محمد الرماني: لقد عقد الدلجي رحمه الله في كتابه (الفلاكة والمفلوكون) أي الفقر والفقراء فصلًا خاصًا بذكر الآفات التي تنشأ عن الفاقة والفقر، منها:
قال: هي أكثر من أن تحصى أو يحملها قلم.
  • منها: ضيق الصدر والانكماش عن الناس.
  • ومنها: القهر الذي يلازم الفقير المملق.ومنها: الحسد لذوي النعمة وحب زوالها عنهم.
  • ومنها: رؤية الفقير نفسه أنه أحق بتلك النعم.
  • ومنها: الوقوع في أعراض الناس والغضب منهم.
  • ومنها: أن الفقر يُخمل الإنسان ويغل اللسان ويضعف البيان.
  • ومنها: القلق النفسي الذي يلبس الفقير في حاله ومستقبله.
ولهذا يقول أبوالوليد القرطبي في كتابه (الجامع من المقدمات): والذي أقول به في هذا: تفضيل الغنى على الفقر وتفضيل الفقر على الكفاف، وفي كلٍ خير.

كتاب الفلاكة والمفلوكون لأحمد بن علي الدلجي

هل تستطيع القيام بجولة في موقعنا قبل المغادرة
سجل بريدك في القائمة ليصلك الجديد