بوادر ثورة صناعية أمريكية جديدة

0

ثورة صناعية أمريكية جديدة:

نشرت مجلة  Baylor Business Review الأمريكية في خريف 2016، عددا خاصا  بالاقتصاد ضمنه مقالة بعنوان: عملية ظهور ثورة صناعية أمريكية جديدة بقلم (Becca Broaddus).  وقد استعرض فيها مجريات ودوافع بلورة ثورة صناعية أمريكية جديدة مشيرا فيها الى عدد من الأمثلة الواقعية على هذه الظاهرة مع بعض التحليلات الاقتصادية لتفسير أسباب ودوافع ونتائج هذه العملية في أمريكا.

ولأهمية هذه المقالة ارتأينا أن نستعرض أبرز الأفكار الواردة في تلك المقالة وذلك لتعميم الفائدة على المختصين والمهتمين بالصناعة والتصنيع ولمتابعة اتجاهات التطورات الصناعية الحديثة في الولايات المتحدة الأمريكية.

الصناعة التحويلية في الولايات المتحدة الأمريكية:

تمر الصناعة التحويلية في الولايات المتحدة الأمريكية بعملية نمو جديدة تزامنا مع دفعة جديدة لشعار (اشتري البضاعة الأمريكية) Buy American حيث تتصاعد عملية التصنيع الآن على الأراضي الأمريكية، وتتواصل ظاهرة تشجيع المنتجات المصنعة في أمريكا والمعتمدة على الموارد المحلية.

وقد كان للركود الاقتصادي دور في تحفيز التغيير في ثقافة المستهلك حسبما يذكر Chris Pullig  البروفسور ورئيس قسم التسويق في جامعة بايلور الأمريكية الذي يؤكد بالقول بأننا نرى عددا كبيرا من الشركات تثبت على منتجاتها عبارة (مصدرها محلي) أو (مصدرها إقليمي) بالإضافة الى عبارة صنع في USA.  ويمضي في القول بأن المستهلكين يشترون ويدفعون فعليا علاوة سعرية للمنتجات التي يعتقدون بأنها تتضمن منفعة ودعما للاقتصاد المحلي.  وعندما تمر الأوضاع الاقتصادية بصعوبات، كما يحدث في أوقات الركود، فإن الناس يتجهون نحو شراء البضائع ذات المصادر المحيطة بهم لإشباع حاجاتهم، كما يقول البروفسور Pullig.
 

ما مدى إقبال الأمريكيين على شراء البضائع المحلية؟

وفي استقصاء حديث للرأي اجرته مؤسسة Gallup Poll  ظهر بان نحو 45% من الأمريكيين ادعوا بأنهم سعوا نحو شراء منتجات مصنوعة في أمريكا.  كما أن 60% من أولئك المستهلكين يرجعون سبب شرائهم للبضائع الأمريكية إلى دافعين هما: الشعور الوطني أولا، وتنمية فرص العمل ثانيا. 

وهنا لابد من القول بإنه إذا كان هذا هو شعور وموقف الشعب في الولايات المتحدة الأمريكية، البلد المتطور والأغنى في العالم، فما بالنا نحن العراقيون الذي نمر بأصعب الظروف؟

أقول هذا لأنني أرى أن المستهلك العراقي، أو معظم المستهلكين لم يعودوا يهتمون بمنشأ البضاعة التي يشترونها رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه، بل أستطيع ان أجزم بأن هناك جهات معينة تحارب الصناعة الوطنية وتتحيز للبضاعة الأجنبية المستوردة خدمة للمصالح التجارية المحلية والأجنبية، وخدمة لبعض الفئات المستفيدة من هذه الظاهرة.

سجل بريدك في القائمة ليصلك الجديد
هل تستطيع القيام بجولة في موقعنا قبل المغادرة؟ قدا تجد شيئا يهمك، جرب.