لقراءة المقطع الأول من المقال يمكنكم العودة لبوادر ثورة صناعية أمريكية جديدة.
عوامل أخرى للإقبال على البضائع المحلية:
وبالعودة الى موضوعنا الأساسي فإن البروفسور الأمريكي المذكور يؤكد بأن عملية الشراء للمنتج الأمريكي لا تستند على عامل القيم values أو الشعور الوطني فحسب بل إن التوجه لإقامة المصانع داخل الولايات المتحدة الأمريكية وليس في خارجها يعود الى زيادة أسعار النفط العالمية في حينها وبداية زيادة تكاليف النقل، هذا فضلا عن التقدم الحاصل في توجهات التصنيع الحديثة والتي أدت إلى خفض تكلفة العمل بسبب استخدام الإنسان الآلي في الصناعة، وكذلك التصنيع المضيف (additive manufacturing ) مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد 3D)). وبالإضافة الى ما تقدم فإن الارتفاع الحاصل في تكاليف النقل وكذلك الأثر الإيجابي للثقافة الهندسية ورخص الطاقة الكهربائية كلها كانت عوامل مساعدة على هذا التوجه الجديد.
عودة المصانع الأمريكية إلى الديار:
حتى إن المستودعات Warehouses لم تعد كما كانت في السابق مظلمة وليست نظيفة، على حد قولهم، بل هي الآن تتصف بالأتمتة واستخدام (الروبوت) الصناعي. وقد انتقلت ظاهرة الأتمتة في الصناعة حتى إلى المراحل اللاحقة للعملية الصناعية مثل النقل والاتصالات.
عوامل مساعدة على خلق ثورة صناعية جديدة:
ومع تدفق المصانع نحو الأراضي الأمريكية فإن التقدم التكنولوجي الحاصل فيها قد خفض من الحاجة إلى العمل اليدوي، وبالمقابل ازدادت الحاجة إلى المهارات والتقنيات.
ويرى العديد من الأمريكيين بأنه على الرغم من التأثير السلبي لعملية تحرير التجارة العالمية على التوجه المتزايد لإقامة المصانع داخل الولايات المتحدة، إلا أن هذه الأخيرة ستستمر في تنمية الصناعات في الداخل وتنحرف عن اندفاعها الحديث نحو زيادة نشاط الاقتصاد الخدمي.
ويؤكد بعض الأمريكيين بأنهم في الأساس صانعون Makers، وإذا كانوا قد فقدوا هذه الميزة بعض الوقت فانه يتعين عليهم أن يبقوا مبدعين مشاركين co-creators، كما يقولون.