المشكلة الاقتصادية عند الدكتور شوقي الفنجري

0

مقدمة:

إنَّ المشكلة الاقتصاديَّة تشكل جزءًا من المشكلة الإنسانيَّة العامَّة، إذ الاقتصاد يمثِّل جانبًا من شؤون حياة الإنسان لا كلها؛ غير أنَّ تحديد هويَّة، وحقيقة هذه المشكلة كانت، ولازالت نقطة اختلاف بين المذاهب، والنُّظم المختلفة.
فالرَّأسماليَّة تعتبر أنَّ المشكلة الاقتصاديَّة هي قلَّة الموارد الطَّبيعيَّة نسبيًّا، نظرًا إلى محدوديَّة الطَّبيعة نفسها، والَّتي لا تفي بالحاجات المادِّيَّة الحياتيَّة للإنسان، الَّتي تبدو في تزايُدٍ مستمرٍّ؛ فتنشأ المشكلة حول كيفيَّة التَّوفيق بين الإمكانات الطَّبيعيَّة المحدودة، والحاجات الإنسانية المتزايدة.

مفهوم المشكلة الاقتصادية:

يمكن تعريف المشكلة الاقتصاديَّة  بأنَّها: عدم قدرة المجتمع على إشباع جميع احتياجاته البشريَّة من السِّلع والخدمات في ظلِّ ندرة الموارد، ووسائل الإنتاج، أمَّا الَّذي يختلف فهو طريقة حلها، وعلاجها، والتَّعامل معها، أو حدَّة هذه المشكلة، وآثارها السَّلبيَّة.
كما تعرف على أنَّها: "محدوديَّة الموارد، وكثرة الحاجات، الَّتي تفرض على المجتمع الاختيار، ووضع الأولويَّات، وَمِنْ ثَمَّ التَّضحية، فالموارد محدودة في المجتمع في وقت معيَّن بالمقارنة بين حاجات ورغبات أفراد المجتمع المتعدِّدة، والمتنوِّعة، والمتجدِّدة عبر الزَّمن».

المشكلة الاقتصادية في الاقتصاد الإسلامي:

الاقْتِصَادَ الإِسْلَامِيَّ: يرى أنَّ مردَّ المشكلة ليس هم الفقراء، أو قلَّة الموارد، كما ذهب الاقتصاد الرَّأسماليُّ  كما أنَّه ليس سببها الأغنياء، أو التَّناقض بين قُوَى الإنتاج، وعلاقات التَّوزيع، كما ذهب الاقتصاد الاشتراكيُّ، وإنَّما هي: أَوَّلًا: مشكلة القصور في استغلال الموارد الطَّبيعيَّة، ثَانِيًا: مشكلة أثرة الأغنياء، وسوء التَّوزيع.

منشأ المشكلة الاقتصادية:

فالمشكلة الاقتصاديَّة تنشأ من هذه العناصر: (محدوديَّة الموارد، وعدم محدوديَّة الحاجات)، وهذه الأركان يكاد يتَّفق عليها علماء الاقتصاد الرَّأسماليِّ، ويرى الاقتصاد الإسلاميُّ أنَّ السَّبب الرَّئيسيَّ للمشكلة الاقتصاديَّة هو الإنسان، وليس بخل الطَّبيعة، وندرة الموارد.

رأي الدكتور الفنجري في المشكلة الاقتصادية:

ويرى الدُّكتور الأُسْتَاذ الدُّكتور مُحَمَّد شَوْقِي الفَنْجَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ أنَّ المشكلة الاقتصاديَّة هي مشكلة تعدُّد الحاجات، مع ندرة الموارد، وبعبارة مبسَّطة هي مشكلة الفقر الَّذي لا يعدو كونه مظهرًا من مظاهر زيادة الحاجات مع قلَّة الموارد.

المشكلة الاقتصادية في المدرسة الماركسية:

في حين أنَّ الماركسيَّة تؤمن بأنَّ المشكلة الاقتصاديَّة تتمثَّل بالتَّناقض المستمرِّ بين الشَّكل والنِّظام الَّذي يتمُّ به الإنتاج في المجتمع، وبين نظام التَّوزيع.

بعض المراجع المعتمدة في المشكلة الاقتصادية:

  1. المشكلة الاقتصاديَّة بين التَّوصيف والحل، من منظور اقتصاديٍّ إسلاميٍّ، إعداد الدُّكتور هايل عبد المولى طشطوش، بحث مقدَّم لمنتدى الاقتصاد الإسلاميِّ بدبي.
  2. مبادئ الاقتصاد الجزئيِّ، السَّيِّد مُحَمَّد السريتي، الدَّار الجامعيَّة، الإسكندرية.
  3. أساسيَّات علم الاقتصاد، محمود يونس، الدَّار الجامعيَّة، الإسكندرية.
  4. المشكلة الاقتصاديَّة بين التَّوصيف والحل، من منظور اقتصاديٍّ إسلاميٍّ.
  5. مفاهيم ونظم اقتصاديَّة، إسماعيل عبد الرَّحمن، دار وائل، عمان (الأردن).
  6. مبادئ الاقتصاد الكلِّيِّ، خالد الوزني، دار وائل، عمان.

المشكلة الاقتصاديَّة بين الاقتصاد الإسلاميِّ، والاقتصاد الوضعيِّ، أوجه الاختلاف، وأوجه الاتِّفاق، معتز عبد الله مسالمة، مشروع تخرج لمرحلة الماجيستير، قسم الاقتصاد والمصارف الإسلاميَّة، جامعة اليرموك.

المشكلة الاقتصادية
سجل بريدك في القائمة ليصلك الجديد
هل تستطيع القيام بجولة في موقعنا قبل المغادرة؟ قد تجد شيئا يهمك، جرب.