الأزمة المالية وتداعياتها على الدول الأوروبية

0
الأزمة المالية المعاصرة وتداعياتها على اقتصاديات بعض الدول الأوروبية المتقدمة، مقال من إعداد الأستاذين: سيد أحمد حاج عيسى وهشام سفيان صلواتشي، ولقد تم نشره بمجلة دفاتر اقتصادية.

الملخص:

تدخل هذه الورقة البحثية ضمن جزئية من جزيئات الاقتصاد العالمي وهي تكشف الغموض المتعلق بأسباب ظهور الأزمة المالية العالمية الراهنة المتصلة بـ"أزمة القروض العالية المخاطر" التي أدخلت القطاع المصرفي والبنكي الأمريكي بشكل خاص والعالمي بشكل عام في دوامة الخسائر والاضطرابات، بسبب إقدام العديد من المصارف المختصة في قطاع العقار على منح قروض لمئات الآلاف من الأفراد ذوي الدخل المحدود، متجاهلة بذلك حدود الرافعة المالية leverage وتقييم المخاطر؛ تعد عناصر ساهمت في بلورة هذه الأزمة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تحولت فيما بعد إلى أزمة مالية عالمية أثرت على الاقتصاد الحقيقي والافتراضي، ما انبثق عن كل هذا عدة نقاط استفهام تخص الفكر الليبرالي ونوعية العلاقات التي تربط بين مختلف الأنظمة فيه. الكلمات الدالة: الأزمة المالية، التوريق، الصناديق السيادية، المشتقات المالية، القروض الرهينة.

أسباب الأزمة المالية المعاصرة ومراحلها:

تعود جذور الأزمة المالية المعاصرة إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث أن انخفاض أسعار الفائدة وزيادة تدفق  رؤوس الأموال الأجنبية إلى الاقتصاد الأمريكي أدى إلى فائض في رأس المال  غير أن  ذلك الفائض لم يستثمر في الاقتصاد الحقيقي وإنما وجد طريقه إلى السوق المالية الأكثر ربحية.
توفر رؤوس الأموال أدى إلى تشجيع الإقراض عامة وبشكل خاص القروض العقارية حيث أصبح المواطن الأمريكي يعتمد على الائتمان البنكي في كل جانب م ن جوانب حياته  اليومية. مما أدى كذلك إلى انتعاش أسعار العقار، فزادت القروض العقارية بضمان السوق العقاري المزدهر.

من الابتكار والإبداع المالي إلى الأزمة المالية المعاصرة:

تفكيك الطابع التنظيمي على المستوى المالي والإبداع المالي اللذان ظهرا في ثمانينيات القرن العشرين لهم علاقة سببية مباشرة في ظهور الأزمة المالية الراهنة وذلك بسبب:
- تفكيك الطابع التنظيمي على المستوى المالي له فرضية تعظيم الأموال الخاصة للأنظمة المالية على المستوى العالمي مع تخطيط الحواجز الجمركية.
- الإبداع المالي ي تم أساسا بتطوير سوق المال وذلك باستحداث طرق تسمح بتحسين المردودية وربح الوقت ومن  بين  تلك الطرق نجد تقنية التوريق.

تداعيات الأزمة المالية على بعض المؤشرات السوسيو- اقتصادية:

انعكست الأزمة المالية الأميركية على معظم اقتصاديات دول العالم حتى أنها أصبحت تلقب بالأزمة المالية العالمية. وبما أن الدول الأوروبية جزء من منظومة الاقتصاد العالمي فإنها سوف تتأثر سلبا  بتلك الأزمة، بل في واقع الأمر قد تأثرت بالفعل (تدهور مؤشرات النمو وارتفاع مؤشرات البطالة). ومدى تأثر الدول الأوروبية يعتمد على حجم العلاقات الاقتصادية المالية بين  تلك الدول والعالم الخارجي.
الأزمة المالية المعاصرة وتداعياتها على اقتصاديات بعض الدول الأوروبية المتقدمة
سجل بريدك في القائمة ليصلك الجديد
هل تستطيع القيام بجولة في موقعنا قبل المغادرة؟ قد تجد شيئا يهمك، جرب.