ترشيد الاستهلاك في الإسلام مقاربة تربوية

0


الاستهلاك رابع مرحلة في الدورة الاقتصادية:

كما هو معلوم فإن الدورة الاقتصادية تمر بأربع مراحل هي: الإنتاج والتبادل والتوزيع والاستهلاك.

والاستهلاك: هو آخر مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية، لأنه يجسد الطلب النهائي على السلع والخدمات، ولا شك أن حاجات الإنسان ورغباته هي المحرك لجميع الأنشطة الاقتصادية.

الاستهلاك والواقع الاقتصادي للأمة:

لما كانت الأمة اليوم تعاني من أزمات كثير ة- فكرية

واقتصادية وحضارية- فإن المتأمل يجد أن الإسراف في كل الاتجاهات من أهم أسباب ضعفها وتراجعها، ولعل إنفاق مقدراتها المالية وتبذير ثرواتها التي من الله تعالى عليها بها اقد شكل عائقا أمام تقدمها ورقييها.

ولاشك أن الأمة  تمر بمرحلة اندفاع نحو تقليد المجتمعات الأخرى  لجلب السعادة الموهومة، ولذلك تبذل كل ما يجلب لها اللذة الآنية، ويمتعها ولو  لأمد قصير، متناسية مسؤولية وما كلفها الله به من إقامة شريعته وإقامة العدل والوصول إلى الرفاهية المبنية على أسي رصينة، تستنبط تطلعاتها في ذلك من القرآن والسنة المطهرة اللذين يقيمان التوازن والاستقرار في المجتمع.

الاستهلاك وأسباب الإسراف فيه:

إن الإنفاق الاستهلاكي: يأتي نتيجة طبيعية لضعف

الالتزام بقواعد النظام الاقتصادي الإسلامي  وقد أدى ذلك إلى ارتفاع الميل الحدي للاستهلاك وزيسادة الاتكالية والاعتماد على الخدمات الحكومية والزيادة المفرطة في استيراد السلع والخدمات للترفيه والإنفاق البذخي، وكان من نتيجة هذا المسار الإنفاقي المغلوط في المسار التنموي في البلاد الإسلامية أن لجأت الدول الإسلامية إلى محاولة سد العجز بالاعتماد على الاحتياطي العام وعلى الاستثمار الخارجي.

الاستهلاك ومفهومه في اللغة والاصطلاح:

والاستهلاك: مصدر استهلك، يقال استهلك المال: أنفقه وأنفده. وأهلك المال: باعه. واستهلك الرجل كذا: أجهد نفسه فيه، فهو يعني النفاد والإنفاق وبذل الجهد والبيع.

والاستهلاك اصطلاحا هو: االاستخدام المباشر للخدمات والسلع التي تشبع رغبات الإنسان وحاجاته.

ترشيد الاستهلاك مفهومه والحاجة إليه:

وترشيد الاستهك يعنى: الاستخدام الأمثل للمال، وسد الحاجات والتوازن والاعتدال في الإنفاق والاستقامة في تحقيق مصلحة الإنسان وعدم البغي أو الشطط في البذل، والاستقامة على الحق، والهداية إلو طريق الرشد وا والصلاح.

حين نتحدث عن ترشيد الاستهلاك، فإن توجيه الأنماط والعادات الاستهلاكية ضرورة ملحة، بحيث يتسم السلوك الاستهلاكي للفرد أو الأمة بالتعقل، والاتزان، والحكمة، والرشادة الموضوعية والمنطقية، ومن ثم يكون استغلال الفرد لما يملك استغلالا متزنا وسلوكه سلوكا معتدلا، يتناسب مع توججه الاعتقادي والأخلاقي وواجبه تجاه الأمة، وذلك يزيده نشاطا وحيوية، بحيث ينعكس على الإنتاجية ويؤثر في استهلاك الأسرة واستهلاك المجتمع وحيويته عموما، ومن بعد ذلك تبدو آثاره على مستوى تحسين نمط حياة السكان، ورفع مستوى معيشتهم، وسد حاجاتهم، وتطوير الاقتصاد من خلال تنمية مختلف القطاعات، التي تشارك فيها الحكومة والسلطات المحلية.

ترشيد الاستهلاك والتربية عليه منذ الطفولة:

التربية المنسجمة مع القيم الأخلاقة يجب أن تنسكب في عالم الطفولة من خلال التربية الميدانية للطفل وحاجة الأسرة إلى تحمل المسؤولية في هذه التنشئة، وذلك  لأن نمط السلوك الاستهلاكي يتأصل لدى الطفل منذ الصغر، وعملية التنشئة الاستهلاكية هي عملية مستمرة يتعلم الطفل من خلال المعارف والمهارات والاتجاهات التي تتناسب مع حصوله على المنتجات.


ترشيد الاستهلاك في الإسلام مقاربة تربوية

سجل بريدك في القائمة ليصلك الجديد

هل تستطيع القيام بجولة في موقعنا قبل المغادرة؟ قد تجد شيئا يهمك، جرب


تحميل الكتاب