كما هو معلوم فإن الدورة الاقتصادية تمر بأربع مراحل هي: الإنتاج والتبادل والتوزيع والاستهلاك.
والاستهلاك: هو آخر مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية، لأنه يجسد الطلب النهائي على السلع والخدمات، ولا شك أن حاجات الإنسان ورغباته هي المحرك لجميع الأنشطة الاقتصادية.
لما كانت الأمة اليوم تعاني من أزمات كثير ة- فكرية
واقتصادية وحضارية- فإن المتأمل يجد أن الإسراف في كل الاتجاهات من أهم أسباب ضعفها وتراجعها، ولعل إنفاق مقدراتها المالية وتبذير ثرواتها التي من الله تعالى عليها بها اقد شكل عائقا أمام تقدمها ورقييها.
ولاشك أن الأمة تمر بمرحلة اندفاع نحو تقليد المجتمعات الأخرى لجلب السعادة الموهومة، ولذلك تبذل كل ما يجلب لها اللذة الآنية، ويمتعها ولو لأمد قصير، متناسية مسؤولية وما كلفها الله به من إقامة شريعته وإقامة العدل والوصول إلى الرفاهية المبنية على أسي رصينة، تستنبط تطلعاتها في ذلك من القرآن والسنة المطهرة اللذين يقيمان التوازن والاستقرار في المجتمع.
إن الإنفاق الاستهلاكي: يأتي نتيجة طبيعية لضعف
الالتزام بقواعد النظام الاقتصادي الإسلامي وقد أدى ذلك إلى ارتفاع الميل الحدي للاستهلاك وزيسادة الاتكالية والاعتماد على الخدمات الحكومية والزيادة المفرطة في استيراد السلع والخدمات للترفيه والإنفاق البذخي، وكان من نتيجة هذا المسار الإنفاقي المغلوط في المسار التنموي في البلاد الإسلامية أن لجأت الدول الإسلامية إلى محاولة سد العجز بالاعتماد على الاحتياطي العام وعلى الاستثمار الخارجي.
والاستهلاك: مصدر استهلك، يقال استهلك المال: أنفقه وأنفده. وأهلك المال: باعه. واستهلك الرجل كذا: أجهد نفسه فيه، فهو يعني النفاد والإنفاق وبذل الجهد والبيع.
والاستهلاك اصطلاحا هو: االاستخدام المباشر للخدمات والسلع التي تشبع رغبات الإنسان وحاجاته.
وترشيد الاستهك يعنى: الاستخدام الأمثل للمال، وسد الحاجات والتوازن والاعتدال في الإنفاق والاستقامة في تحقيق مصلحة الإنسان وعدم البغي أو الشطط في البذل، والاستقامة على الحق، والهداية إلو طريق الرشد وا والصلاح.
حين نتحدث عن ترشيد الاستهلاك، فإن توجيه الأنماط والعادات الاستهلاكية ضرورة ملحة، بحيث يتسم السلوك الاستهلاكي للفرد أو الأمة بالتعقل، والاتزان، والحكمة، والرشادة الموضوعية والمنطقية، ومن ثم يكون استغلال الفرد لما يملك استغلالا متزنا وسلوكه سلوكا معتدلا، يتناسب مع توججه الاعتقادي والأخلاقي وواجبه تجاه الأمة، وذلك يزيده نشاطا وحيوية، بحيث ينعكس على الإنتاجية ويؤثر في استهلاك الأسرة واستهلاك المجتمع وحيويته عموما، ومن بعد ذلك تبدو آثاره على مستوى تحسين نمط حياة السكان، ورفع مستوى معيشتهم، وسد حاجاتهم، وتطوير الاقتصاد من خلال تنمية مختلف القطاعات، التي تشارك فيها الحكومة والسلطات المحلية.
التربية المنسجمة مع القيم الأخلاقة يجب أن تنسكب في عالم الطفولة من خلال التربية الميدانية للطفل وحاجة الأسرة إلى تحمل المسؤولية في هذه التنشئة، وذلك لأن نمط السلوك الاستهلاكي يتأصل لدى الطفل منذ الصغر، وعملية التنشئة الاستهلاكية هي عملية مستمرة يتعلم الطفل من خلال المعارف والمهارات والاتجاهات التي تتناسب مع حصوله على المنتجات.
سجل بريدك في القائمة ليصلك الجديد
هل تستطيع القيام بجولة في موقعنا قبل المغادرة؟ قد تجد شيئا يهمك، جرب
يؤكد الاقتصاديون على الصفة العلمية للاقتصاد إذ يرون أن لهذا العلم قوانينه الخاصة، ومن ثم فإنهم يسعون دائماً للكشف عن هذه القوانين وصوغ النظريات الاقتصادية المختلفة. ومن الثابت أنهم يتبعون في هذا السبيل منهجا محددا واضح المعالم، يشترك مع باقي المجالات المرعفية والعلمية في بعض الجوانب، ولكنه يتفرد بمميزات تجعله خاصا بالتحليل الاقتصادي...
جاءت القوانين الاقتصادية لتُعبر عن جوهر العمليات أو الظواهر الاقتصادية الجارية، وهى عمليات تجري في دائرة علاقات الإنتاج.
وتنحصر مهمة البحث الاقتصادي في اكتشاف هذه القوانين التي تؤدي إلى خلق الثروة و زيادتها في المجتمع، ويبين من خلالها جوهر العلاقات التي تقوم بين الناس أثناء إنتاج الثروة المادية وشروط تطورها عبر التاريخ.
تهدف قواني التحليل الاقتصادي إلى تحقيق غايتين اثنتين، هما:
الهدف الأول لقوانين التحليل الاقتصادي هو: تنظيم وتصنيف الوقائع الاقتصادية.
والهدف الثاني من قوانين التحليل الاقتصادي هو: تفسير أسباب الوقائع الاقتصادية، ومنح الباحث القدرة على التنبؤ.
هناك عدة مناهج في التحليل الاقتصادي، ونذكر منها على سبيل المثال المنهج الاستنباطي، والمنهج الاستقرائي والنهج الرياضي، والنهج التاريخي.
يعتبر أقدم مناهج المعرفة ،إذ يرجع إلى عهد أرسطو.
والاستنباط عملية عقلية يخلص بها من قضية تعد مقدمة مسلماً بصحتها إلى قضية تعد نتيجة لازمة لها، وذلك من خلال قواعد ذهنية بحتة تدور كلها في الذهن بعيداً عن الواقع، دون الاعتماد على التجربة.
يقصد بالاستقراء العملية المنطقية التي يخلص بوساطتها من الوقائع الفعلية إلى القوانين العامة التي تحكم الظاهرة قيد الدراسة.
والمنهج الاستقرائي هو تلك العملية العقلية التي تنصرف إلى الاستدلال عن طريق الملاحظة أو التجربة، من الخاص إلى العام، ومن الجزء إلى الكل، وهو ما يعرف بالاستدلال الصاعد.
مع بدايات التحليل الاقتصادي اعتمد الدارسون على التحليل العقلي التجريدي، والذي يعتبر العقل هو المصدر الوحيد و اليقيني للمعرفة العقلانية.
تعد الرياضيات علماً تجريديا عاماً يهتم بدراسة العلاقة بين الكميات المتغيرة.
على التحليل الاقتصادي، حتى يكون واقعياً، ألا يكون حبيساً لمنهج معين ضيق ينظر إلى الإنسان من زاوية واحدة فقط. بل يجب أن يبحث عن الإنسان في جميع مظاهره وبكل أساليب البحث الممكنة، وأن يجمع في سبيل ذلك بين المنهجين الاستنباطي والاستقرائي في آن واحد.
سجل بريدك في القائمة ليصلك الجديد
هل تستطيع القيام بجولة في موقعنا قبل المغادرة
قد تجد شيئا يهمك، جرب
جميع الحقوق محفوظة الشاملة الاقتصادية
تجربة6تجربة7